جريدة إلكترونية مغربية

” أسفي و loulé البرتغالية المدينتان اللتان صنع انفتاحهما على البحر هويتهما المشتركة …

منير الشرقي ( إعلامي و فاعل جمعوي )

تابعت باهتمام كبير التصريح الصحفي للسيد Victor Aleixo عمدة مدينة loulé البرتغالية أثناء افتتاح النسخة 20 من المهرجان المتوسطي بهذه المدينة السياحية الجميلة الموجودة في الجنوب البرتغالي بجهة Algavre، حيث كان المغرب ضيف الشرف لدورة هذا المهرجان المتوسطي الذي يزوره أزيد من 70 ألف سائح ..قال العمدة في تصريحه بالمناسبة : ” إن اختيار المغرب البلد الجار الأقرب إلى البرتغال كضيف شرف لهذه التظاهرة الثقافية، يهدف إلى تعزيز العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين ، وإبراز الإرث الحضاري المشترك بين البرتغال والمغرب الذي يتعين صونه وتثمينه…وأضاف العمدة في تصريحه” أن هذا الاختيار يهدف إلى إتاحة الفرصة للجمهور البرتغالي وساكنة المدينة على الخصوص لاستكشاف التميز والتعدد الثقافي المتنوع والثري للمملكة وبالتالي تعزيز التقارب بين الشعبين عبر بوابة الثقافة ” ليختم تصريحه بإشارة قوية ” أنه في عالم مضطرب يتسم بالانقسامات، اخترنا عكس التيار ، من خلال الاحتفاء بالمغرب ، البلد الصديق الذي نتقاسم معه البحر والحضارة والتاريخ، لنعرف بعضنا البعض أكثر ، و نعمق هذه الروابط المتميزة القائمة بين البلدين ”
وقد سمحت لي بالمناسبة زيارة قصيرة مؤخرا لمدينة loulé ضمن وفد من مدينة أسفي بدعوة كريمة من العمدة السيد Vitor Aleixo…من أجل توسيع أفق التعاون المشترك بين المدينتين تهم مجالات : الحفاظ على التراث الثقافي، والصناعة التقليدية ، والمهرجانات السياحية ، والتجارب الفضلى في مجال تدبير المدينة بالإضافة إلى مشاركة الشباب في مجال التربية البيئية….وقد توجت الزيارة بالتوقيع على مشروع إطار للتعاون والشراكة إلى جانب توقيع اتفاقية ثانية بين جمعية ذاكرة أسفي وجمعية المعتمد بن عباد بالبرتغال من أجل تقاسم الخبرات والتجارب في مجال صيانة التراث وتثمينه ..
من أقوى الملاحظات التي سجلتها ضمن الممارسات الفضلى في تدبير المدينة …
– اهتمام قوي بالثقافة بكل أبعادها الأنتروبولوجية من تقاليد وأشكال الفرح وتنوع فنون الطبخ والغناء واللباس وكل أشكال الفن والثقافة المتعددة ..
– إيلاء مكانة كبيرة للتراث والتاريخ والذاكرة كرافعة للتنمية حيث يوجد بالمدينة البرتغالية العديد من المتاحف تبرز الوجه العريق للمدينة ، بما فيها محتف الحمامات الإسلامية
– الاهتمام القوي بتنزيل أهداف التنمية المستدامة ، وقد نال عمدة المدينة الجائزة الأولى على صعيد جميع المدن البرتغالية…بالنظر إلى المؤشرات الملموسة التي تحققت والتي أثرت بشكل إيجابي على الإنسان والمجال هناك ..
– حضور قوي للمرأة في مراكز القرار المحلي وإسهامها النوعي في جهود التنمية المحلية
– مدينة loulé مدينة آمنة وشاملة ، لذلك اختار العديد من مهاجري أوربا وخاصة الأنجليز قضاء بقية حياتهم بعد التقاعد بين دروب هذه المدينة الهادئة..
– هناك الكثير من النقط المشتركة بين المغاربة والبرتغاليين تعود امتداداتها لقرون مضت سواء على مستوى المعالم التاريخية وثقافة البحر أو التراث الإنساني بشكل عام …
قد تكون هذه الملاحظات العابرة حافزا للدفع بأفق التعاون المشترك بين مدينتي ” أسفي و loulé بعد أن صنع انفتاحهما على البحر هويتهما المشتركة …

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.