جريدة إلكترونية مغربية

الإعلام اليوم من مرحلة إنتاج التفاهة إلى ما بعدها …

دعونا نتحدث بصراحة، لقد تجاوزنا مرحلة إنتاج التفاهة واستهلاكها بشراهة. وذهبنا إلى أبعد من ذلك وأصبحنا في مرحلة التقديس وصناعة أساطير جديدة وفق مقومات لا علاقة لها بالمستوى الثقافي ولا المعرفي ولا الأكاديمي. ولكن تقوم على عدد المتابعين وعدد اللايكات وغيرها من الأسس التي أصبحت بديلا عن المبادئ المتعارف عليها..

دعكم من هذه المقدمة التي لم تحمل أي جديد يذكر، ودعوني أعيدكم إلى يوم خروج “دنيا بطمة” من السجن.. حين رابط المراسلون والصحافيون والمصورون عند باب سجن الوداية من أجل توثيق لحظة خروج الفنانة الأسطورة من السجن.. لكنهم عادوا بخفي حنين والكثير من”السمرة” التي جمدت أطراف البعض منهم بعد قضاء ليلة بيضاء عنوانها الانتظار..

هذا إعلامنا يبيت في العراء من أجل تغطية صحافية لفنانة تغادر السجن.. لكنه لم يكلف نفسه عناء استقبال الفائزين بجائزة الكتاب العربي الذين شرَّفوا المغرب وشرفوا الجامعات التي يُدَرِّسون بها.. الإعلام العمومي والخاص الذي يخصص فقرات للفن والرياضة والسياسة وفي كل الحقول.. لكنه يصاب بالعمى الأسود عندما يتعلق الأمر بالإنتاج الأدبي والأكاديمي والعلمي والمعرفي..

بحر هذا الأسبوع تسع كُتَّاب مغاربة فازوا بجائزة الدوحة للكتاب العربي. كلهم ينشطون في مجالات وتخصصات فكرية مختلفة، ويشكل هؤلاء التسعة -تقريبا- نصف الكتاب والمفكرين المتوجين.. لكن من منكم علم بالخبر؟! هل شاهدتم الأستاذ “يوسف تيبس” من فاس في بلاطو الأولى يحدثكم عن كتابه الذي شارك به في هذه الجائزة هو والدكتور “محمد الصادقي”؟ هل سمعتم ماذا قال الدكتور عبد الرحمن بودرع من تطوان؟ هل صاحبتهم عدسات الكاميرا في رحلتهم من وإلى قطر؟! ماذا تعرفون عن باقي الأساتذة الفائزين؟! لا شيء.. لأن إعلامنا سطر أولوياته التي تجلب له المشاهدات.. فهو منشغل بأمور أخرى والفكر لا يدخل في خانة اهتماماته.. محزن بل مؤسف أن لا يخصص وزير التعليم العالي يوما لاستقبال والاحتفاء بهؤلاء الأساتذة أو وزير الشباب والثقافة والتواصل.. فهؤلاء هم القدوة والنموذج الذي نبني به جيلا مفكرا واعيا وليس بغيرهم..

أمينة اوسعيد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.