نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب: بين خيانة العمال والانحياز لأصحاب المصالح
في خطوة مثيرة للجدل، أعلنت نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب (UGTM) عن موقفها الداعم لمشروع قانون جديد اعتبره كثيرون ضربة قاصمة لحقوق الطبقة العاملة. وبدلاً من الدفاع عن العمال وحقوقهم، فضّلت النقابة الاصطفاف إلى جانب الحكومة والباطرونا، متخلية بذلك عن رسالتها النضالية التي تأسست من أجلها.
هذا القانون، الذي جرى تمريره بتواطؤ جهات يفترض أن تكون حامية للعمال، يمثل انتهاكًا صارخًا للمكتسبات الاجتماعية، ويهدف إلى تقويض أي حركة احتجاجية تسعى للمطالبة بالعدالة الاجتماعية وتحقيق التوازن بين الطبقات. إلا أن الأخطر من ذلك هو موقف UGTM، التي لم تكتفِ بالصمت، بل أصبحت أداة قمعية تُجهض أصوات العمال وتسعى إلى تكميم أفواههم.
لقد وضعت هذه النقابة نفسها في خانة الخيانة، حيث باتت شريكًا في ضرب حقوق الشغيلة عوضًا عن حمايتها. لكن ما لا تدركه هو أن الطبقة العاملة لن تغفر ولن تنسى. فالخيانة تُسجَّل في التاريخ، والعمال الذين طالما آمنوا بالعدالة الاجتماعية والنضال النقابي الحقيقي، يدركون جيدًا من يقف إلى جانبهم ومن اختار بيع نضاله لصالح السلطة وأصحاب المصالح.
إنها لحظة سقوط مدوٍّ لمصداقية نقابة UGTM، التي انتهى دورها كمدافع عن العمال، وأصبحت رمزًا للانبطاح والتواطؤ. غير أن العمال، برغم كل هذه الخيانات، يظلون القوة الحقيقية التي لا تُهزم، وسيظل نضالهم مستمرًا حتى تتحقق العدالة الاجتماعية التي طالما حُرموا منها.
بقلم: أبو حسن