الرابطة الفرنسية باسفي تحتضن فعاليات ندوة فكرية حول مسرحة العيطة
شهدت الرابطة الفرنسية بآسفي، اليوم، تنظيم الندوة الفكرية الثانية ضمن فعاليات مهرجان الوطني للعيطة تحت عنوان: مسرحة العيطة ، التي تحولت إلى لحظة استثنائية للغوص في أعماق الذاكرة الفنية الشعبية، وذلك باستضافة مجموعة “تريين”، أحد أبرز رموز فن العيطة العبدية الأصيلة.

وسط حضور نوعي جمع بين الباحثين، المهتمين، والفاعلين الثقافيين، احتفى اللقاء بمجموعة “تريين” ليس فقط كمجموعة موسيقية، بل كأرشيف حي يحمل في نبراته وجراحه صوت الأرض، وسردية مجتمع، وهوية تتوارثها الأجيال.

وتميزت الندوة بنقاش عميق حول مسار المجموعة، وأثرها في الحفاظ على روح العيطة العبدية، ونقلها من المجالس الشعبية إلى فضاءات الفكر والثقافة، دون أن تفقد حرارتها الأولى ولا صدقها المتجذر في المعاناة والفرح والحكي الجماعي. كما تم التطرق خلال الندوة إلى خصوصيات العيطة العبدية من حيث البنية الشعرية، والإيقاعات، والمواضيع المتداولة، مع التركيز على دور رواد هذا الفن في مقاومة التهميش الثقافي، وتثبيت الذاكرة الشعبية كجزء لا يتجزأ من هوية المغرب المتعددة.
لقد كانت لحظة لقاء مع “تريين” أكثر من مجرد حدث فني، بل لحظة اعتراف مستحق بمسار نضالي طويل، أعاد الاعتبار لصوت نساء ورجال الهامش، وفتح آفاقًا جديدة للتفكير في علاقة الفن بالهوية، والذاكرة بالمستقبل.