جريدة إلكترونية مغربية

أسفي: المدينة الأمازيغية العريقة ⴰⵙⴼⵉ: ⵜⴰⵎⴰⵣⵉⵖⵜ ⵉⵎⵣⴰⵢⴰⵍⵜ

تُعتبر مدينة أسفي من أقدم المدن المغربية التي تحمل طابعًا أمازيغيًا عريقًا، حيث تظهر البصمة الأمازيغية في العديد من جوانب الحياة اليومية بالمدينة، سواءً في تسميتها أو في أسماء أزقتها وأحيائها، بالإضافة إلى الطقوس الثقافية والعادات التي لا تزال تحتفظ بها حتى اليوم.

أصل التسمية
يعود اسم “أسفي” نفسه إلى أصول أمازيغية، التي تعني مجرى مائي وهو لايزال يخترق المدينة باسم بواد الشعبة ويصب فيها

الأسماء الأمازيغية في أحياء وأزقة أسفي
يمكن ملاحظة التأثير الأمازيغي في أسماء العديد من الأحياء والأماكن في المدينة. على سبيل المثال، حي “أشبار” الذي يعني في اللغة الأمازيغية المكان المرتفع، وهو موقع يتميز بارتفاعه وقربه من وادي “الباشا”، الذي كان يُعرف قديماً بـ “واد أغزر”، وهي كلمة أمازيغية تعني الوادي.

باب “أكرور” هو اسم آخر يعكس الأصول الأمازيغية، فكلمة “أكرور” تعني الحظيرة أو مكان تجمع الماشية. في حين أن “درب تانجريفت” يعبر عن تضاريسه المميزة، حيث يعني ا”تانجريفت” في الأمازيغية المنحدر الذي يأخذ شكل صخرة.

كما يبرز برج “الروا” الذي يُعتقد أن اسمه يعود إلى الكلمة الأمازيغية “إسطنبل”، وهو مصطلح قديم يشير إلى شكل القلاع أو الأبراج الدفاعية.

التراث الأمازيغي
ترتبط مدينة أسفي كذلك ببعض المفردات الأمازيغية التي لا تزال مستخدمة حتى اليوم. على سبيل المثال، كلمة “مزوغن” التي تعني التربة الحمراء، وهي نوعية التربة المنتشرة في بعض مناطق المدينة. كذلك نجد “عين تاكبروت”، والتي تعني “العين المقدسة”، وهي عين ماء كان لها قدسية خاصة لدى السكان.

ومن بين الساحات الشهيرة في المدينة، ساحة “أموني”، والتي يعتقد أن اسمها مستوحى من كلمة “آمون”، الإله الأمازيغي القديم، وربما تكون قد سميت تيمناً بقبائل “الامونيين” الأمازيغية. او سمكة آمون والتي تسمى بسمكة الزريقة (لادوغاد غوايال)

أما شاطئ “تافتاست”، فيعني في الأمازيغية الساحل أو الشاطئ، وهو أحد أهم الشواطئ في أسفي الذي يحمل هذا الاسم منذ قرون
الطقوس والأعياد الأمازيغية
من الجوانب الأخرى التي تؤكد الجذور الأمازيغية للمدينة، الطقوس والعادات التي ما زالت تُمارس حتى اليوم، ومنها بعض الطقوس الروحانية كـ”بهيروس”، “بوقرون”، و”اسكاون”، والتي تعود إلى تقاليد عريقة مرتبطة بالاحتفالات والمناسبات الخاصة.

وتشهد المدينة أيضاً احتفالات بأعياد أمازيغية ما زال السكان يحتفظون بها، خاصةً في شهر يناير، حيث يتم تحضير أكلات تقليدية مثل “تريد”، وهو طبق يرتبط بالاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة.

تظهر مدينة أسفي كمدينة أمازيغية بامتياز، حيث يتجلى التاريخ الأمازيغي في أسمائها، عاداتها، طقوسها، وحتى في تضاريسها. تعتبر أسفي شاهدًا على عمق الحضارة الأمازيغية في المغرب، ودليلًا على استمرارية هذا التراث في الحاضر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.