إلى السيد يوسف أيت حدوش: رسالة حب ووفاء
نورالدين الطويلع
أخي يوسف، أكتب إليك هذه الكلمات لأريق مشاعر الإحساس بالحب والتقدير لشخصكم الكريم، فمن أعطانا قلبا يستحق منا أن نمنحه حبنا بلا شروط ولا حدود، وأن نظل أوفياء لذكره مهما تغير مجرى الزمن، فالحب الصادق يعاند التقادم، ويرفض الخضوع لجبروت تموجات ظروف الزمان والمكان، ويحتفظ بعلامته المسجلة كإحساس صادق لا تذروه رياح النسيان.
يقول شاعر الحب والألم محمود درويش:”ليتنا استطعنا أن نحب أقل كي لا نتألم أكثر”، حقا الألم مُمِضٌّ، بحجم الحب، وعلى قدر امتداده، لكن عزاءنا أن هذا الألم هو نبض وفاء لذكرى ستظل راسخة في مسيرة مدينة، جئتم إليها تحملون حلما بحجم الجبال، ولم تبرحوها إلا وقد حولتم كثيرا من الحلم إلى حقيقة، وهاهي المدينة ترفل تربويا في نعيم التألق بنتائج التحصيل الدراسي في المستويات الإشهادية التي جعلتها تتسنم مراتب متقدمة في سلم الترتيب الجهوي، دون أن ننسى التألق الذي رفع اسمها عاليا في مستوى الأنشطة الموازية، وقد صارت اليوسفية الشاعرة والقارئة والخطيبة والقاصة والرياضية حاضرة بقوة في كل المحافل بتلاميذها الذين وجدوا فيكم قلبا حاضنا، يضخ فيهم دماء التألق والعطاء، ويزيدهم إصرارا على النجاح.
أخي يوسف، لم يكن حديثنا يخلو من ذكر سَمِيٌَتِكَ (اليوسفية), كنت تلهج دائما بحبها وحب أهلها، وكنت أرى تقاسيم وجهك وأنت تضغط على الكلمات، فأخالك عاشقا متيما بمدينة التراب، كأنك لست مجرد عابر وظيفي، بل ابنا من صلبها، ترعرع في أرضها، وتنسم عبيرها مذ كان صبيا، ولاشك أنها بادلتك عشقا بعشق، وألهمت أبناءها حبك، فالأمكنة كما الشخوص تحتفظ بالجميل، ولا تنساه، وتخلد صاحبه في كل شبر، وتبعث رياح حبها في كل زواياها لواقح، لترفع شأن محبوبها وتضعه في قمة القمة وسنام السنام.
فسلام عليك وأنت تبث حبك في أرجائها وتشيد منارات العطاء في ربوعها، وسلام عليك وأنت تغادرها برأس مرفوع، مخلفا وراءك عبقا ينعش النفوس، ويُذَكٌِرُ بأثر لن تمحوه الأيام مهما تراكمت.
الصورة تؤرخ للحظة خالدة، ارتبطت بزيارة وفد من المجلس الأعلى للتعليم لمركز التفتح للتربية والتكوين اليوسفية، ويظهر السيد يوسف أيت حدوش وهو يلوح بالمجموعة القصصية “عودة إلى الحياة” التي أصدرتها ورشة المكتبة، وكان له فضل كبير في إخراجها إلى الوجود بدعمه وتشجيعه على الإبداع والعطاء الفني.