جريدة إلكترونية مغربية

لا تضامن مع من يبثّ سموم العنصرية الطبقية

في الوقت الذي يُفترض فيه أن تظل الصحافة ركيزة من ركائز الديمقراطية، ووسيلة لترسيخ قيم المساواة والعدالة الاجتماعية، تطفو من حين لآخر ممارسات تُسيء إلى هذه الرسالة النبيلة، وتسقطها في مستنقع التمييز والعنصرية.

فالصحافة ليست مجرد ميكروفون أو نافذة للظهور، بل هي مهنة أخلاق ومسؤولية، تستوجب وعيًا اجتماعيًا وإنسانيًا يجعل من الصحفي لسان حال الفئات المهمشة، ومدافعًا عن الحقيقة لا باحثًا عن الإثارة أو الاستفزاز، فالإعلام النزيه يمدّ الجسور بين طبقات المجتمع، لا يكرّس الحواجز بينها، وينقل الوقائع بصدق وتجرد دون تحيّز أو إقصاء.

وفي هذا السياق، برزت واقعة مؤسفة بطلتها سيدة تقدم نفسها كصحفية، نشرت تدوينات مهينة في حق فنانة مشهورة، فقط لأنها رفضت الإدلاء بتصريح صحفي، وهو حق شخصي مكفول قانونًا وأخلاقيًا. بدلاً من احترام هذا الرفض، لجأت الصحفية إلى لغة مشحونة بالعنصرية الطبقية، حيث وصفت الفنانة بـ”الحباسة” و”بنت الكاريان”، في مقابل التفاخر بانتمائها لما أسمته “كلي ميني” و”بنت دانون”، وكأن الفقر أو العيش في حي شعبي جرم يُدان به الإنسان ، ناسية او متناسية ان هذا الخطاب لا يسيء للفنانة وحدها، بل يمس كرامة آلاف الأسر المغربية التي تعيش في أحياء بسيطة وتكافح بكرامة. فكم من بطلا و بطلة او قائد أو مفكر أو مبدع انطلق من أحياء الهامش ليشرف الوطن ويرفع رايته عاليًا، مؤكدًا أن العطاء لا تحدّه جغرافيا ولا طبقة اجتماعية.

مثل هذه الخرجات لا يجب أن تمر في صمت، لأنها تنسف جوهر العمل الصحفي النبيل، وتروّج لخطاب خطير يقوم على التمييز الطبقي والحقد المجتمعي. فالمجتمع المغربي، بكل تنوعه وغناه البشري، يستحق صحافة مسؤولة، عادلة، ومنصفة تُعلي من قيمة الإنسان، لا من خلفيته الاجتماعية.

لا للعنصرية الطبقية، ولا مكان في المهنة لمن يستغل الكلمة لنشر الكراهية.

بقلم عزيز بياضي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.