ثقافة الاعتراف
نورالدين الزقلي
على إثر انتهاء مهام رجال السلطة و انتقالهم إلى إيالات ترابية جديدة في أقاليم و عمالات المملكة ، تقوم فعاليات المجتمع المدني و المواطنين بتكريم هؤلاء ، ممن أسدوا خدمات جليلة و تفاعلوا بإيجابية مع قضايا الساكنة و انتظاراتها ، و أبانوا بمناسبة القيام بمهامهم عن تفان ونكران للذات و جسدوا الترجمة الحقيقية للمفهوم الجديد للسلطة الذي ما فتئ جلالة الملك محمد السادس نصره الله ، يحث عليه في خطبه الملكية السامية.
إن التكريم بما هو تكريس لثقافة الاعتراف ، ينبغي ألا يكتسي صبغة الموضة الجديدة، بقدر ما ينبغي أن يكون بمثابة حافز لأطر الادارة الترابية بمختلف درجاتهم و مسؤولياتهم على البذل و العطاء ، و الخروج من دواليب البيروقراطية و القرب الحقيقي من انشغالات المواطنين، و العمل على تيسير شروط العيش الكريم و الآمن لرعايا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله .
لن و لن ننسى رجالا أفذاذ من رجالات الإدارة الترابية مروا بجماعة ترابية أو ملحقة إدارية أو عمالة ، و بصموا على حضور وازن و علاقات انسانية و اجتماعية و مهنية مع فعاليات المجتمع المدني أو الإعلام أو عموم المواطنين ، و كانوا قريبين من المواطن ، منشغلين على الدوام بقضاياه ، ساعين إلى حل مشكلاته ، و الانصات لهمومه حتى، و لو لم تتيسر لهم سبل حل بعضها لظروف تتجاوز حدود تدخلاتهم المهنية .
و إن التدبير الامثل لمرفق الإدارة الترابية يعتبر الوسيلة الحقيقية لخلق جسر من التواصل الايجابي بين المواطن و رجل السلطة قائم على التحاور و الاشراك و التعاون من أجل الصالح العام ،و تدبير الحلول للمشكلات بنوع من التعقل والمرونة و التفاهم باستحضار روح القانون ، و عدم الانجرار للافراط في استعمال السلطة الذي لا يؤدي إلا إلى الاحتقان و توسيع الهوة بين المواطن و رجل السلطة .
و استحضار أن المرفق العمومي لا ينتهي و لا يزول بزوال الاشخاص أو انتهاء مهامهم او انتقالهم مادام مبدأ استمرار المرفق العام هي التابث .